"حي عليم قادر"، قادر وقدير ومن صفاته القدرة ومن أسماءه القدير موجود، موجود نعم أسماءه وصفاته تدل على أنه موجود، لكن هل ورد ما يدل على جواز التسمية بهذا اللفظ أو لا؟ يعني كون معناه صحيح، لا يعني أنه يجوز أن يسمى به، نعم يخبر عنه به، لكن التسمية تحتاج إلى نص يدل على أن هذا من الأسماء الحسنى.
"قامت به الأشياء والوجود" هو الحي القيوم، هو الحي القيوم، القائم بنفسه المقيم لغيره، ولذلك قال: قامت به الأشياء، يعني مقتضى كونه قيوم يعني أنه قام بنفسه فلا يحتاج إلى غيره، وقامت به الأشياء لمسيس حاجتها إليه، كما أنه قيوم كما في آية الكرسي أيضا هو قيّام وقيم كما جاء في الذكر، ذكر الاستيقاظ من النوم، قبل الصلاة، أو في افتتاحها ((اللهم أنت قيوم))، ((اللهم أنت قيام))، وفي بعض الروايات ((اللهم أنت قيم))، وهي ألفاظ صحيحة، معناها واحد.
"قامت به الأشياء والوجود"، بكامله الوجود بكامله قام بالله -جل وعلا-، فالله -سبحانه وتعالى- هو الذي أقامه، وبه قامت الأشياء كلها؛ لأنها لا تستطيع الاستقلال بنفسها، ولا شيء من هذه المخلوقات يستطيع أن يستقل بنفسه دون موجده، وهو الله -سبحانه وتعالى-.
دلت على وجوده الحوادث ... سبحانه فهو الحكيم الوارث
دلت على وجوده، من الأدلة على وجود الله -جل وعلا- الحوادث؛ لأنه ما من حادث إلا وله محدث، ما من حادث إلا وله محدث، وما من فعل ومفعول إلا له فاعل، يستحيل أن يحدث الشيء نفسه، ويستحيل أن يحدث ويوجد من لا شيء، جبير بن مطعم لما جاء في فداء الأسرى وسمع النبي -عليه الصلاة والسلام- يقرأ في صلاة المغرب بسورة الطور تأثر، وكاد عقله أن يطير على ما قال، وذلك أول ما وقر الإيمان في قلبه، وفي هذه السورة {خلقوا منْ غيْر شيْءٍ أمْ هم الْخالقون} [(٣٥) سورة الطور]، في شيء ثالث، نعم؟ هو الخالق -جل وعلا-، هو المتعين، يعني إذا نفي هذا، ونفي هذا تعين أن يكون هناك خالق، يعني لا يمكن أن يطلقوا أنفسهم، ولا يمكن أن يخلقوا من لا شيء، لا بد لهم من خالق وهو الله -جل وعلا-.
دلت على وجوده الحوادث ... سبحانه. . . . . . . . .
تنزيه لله -جل علا- عن النقائص والعيوب التي تلحق هذه الحوادث، هو منزه عنها.