للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . نظمت لي عقيدة ... أرجوزة وجيزة مفيده

"فمن هنا نظمت" وشبه هذه الكلمات المتسقة المنتظمة في هذه الأبيات أبيات هذه العقيدة بالخرز، خرز العقد الذي ينظم في سلك واحد، لينتظم أمره ويتم.

"فمن هنا نظمت لي عقيدة"، فعيلة من العقد، والأصل فيه عقد الحبل وإبرامه؛ لئلا إذا عقد الحبل نعم؛ ليحكم ما عقد له نعم وهنا العقيدة هي المراد بها الاعتقاد الجازم الذي لا يساوره شك ولا تردد، بمعنى العلم الذي لا يحتمل النقيض، ولا يلزم أن يكون مطابقاً للواقع، المقصود أنه يكون اعتقاده مع الجزم بدون أدنى تردد يسمى عقيدة، فإن كانت موافقة للواقع كانت عقيدة صحيحة وإلا ففاسدة.

"أرجوزة"، نظمت لي، فمن هنا نظمت لي، يعني الأصل أن المؤلف يستحضر أن أول من يستفيد من مؤلفَه هو، ولذلك قال الإمام مسلم -رحمه الله- في مقدمة الصحيح: "فإذا عزم لي تمامه فأول من يستفيد منه أنا، وهكذا ينبغي لطالب العلم أن يزاول التأليف، في مرحلة الطلب؛ ليستفيد هو، والتأليف من أعظم وسائل التحصيل، لا يؤلف بنية أنه ينفع الناس، لا، لينتفع، ثم بعد ذلك إذا تأهل، وأعاد النظر مرارا في هذا المؤلف إذا أراد ينتفع به الناس فله ذلك ولذلك قال:

فمن هنا نظمت لي عقيدة ... . . . . . . . . .

"أرجوزة" يعني من بحر الرجز مستفعلن مستفعلن مستفعلن إلى آخره، "وجيزة" مختصرة من الإيجاز الذي يقابل الإطناب والمساواة، الإيجاز أن يكون الكلام قليلاً والمعاني كثيرة، يقابله العكس وهو الإطناب، وأن تكون الألفاظ كثيرة والمعاني قليلة، وبينهما المساواة، تكون المعاني مستوية مع الألفاظ مفيدة، مفيدة يعني من الذي شهد لها بأنها مفيدة؟

طالب:. . . . . . . . .

هو، هو اللي شهد لها، هو الذي شهد لها. . . . . . . . .

طالب:. . . . . . . . .

إيش هو؟

طالب:. . . . . . . . .

أذان. . . . . . . . .

يقول -رحمه الله- تعالى:

فمن هنا نظمت لي عقيدة ... أرجوزة وجيزة مفيدة

يعني كون الإنسان يمدح كلامه بأنه مفيد، سائغ وإلا غير سائغ؟ لأنه هو الذي يمدح منظومته يقول: مفيدة.

طالب:. . . . . . . . .

<<  <  ج: ص:  >  >>