يقول هنا المؤلف: قال ابن عباس -رضي الله عنه-ما: الرباني هو المعلم، هو المعلم وأخذه من التربية أي يربي الناس بعلم، كما يربي الطفل أبوه، وقال سعيد بن جبير هو الفقيه العليم الخبير، وقال سيبويه: زادوا ألفاً ونوناً في الرباني إذا أرادوا تخصيصاً بعلم الرب، كما قالوا: شعراني ولحياني لعظيم الشعر واللحية، وقال أبو نعيم الزاهد، أبو عمر مو أبو نعيم، هذا معروف اللغوي الذي ينقل عن ثعلب: سألت ثعلباً عن هذا الحرف وهو الرباني، فقال: سألت ابن الأعرابي فقال: إذا كان الرجل عالماً عاملاً معلماً، قيل له: رباني، فإن حرم خصلة منها لم يقل له رباني، وفي مفتاح دار السعادة للإمام المحقق ابن القيم: معنى الرباني: الرفيع الدرجة في العلم العالي المنزلة فيه، وعلى ذلك حملوا قوله تعالى:{لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ والأحبار} [(٦٣) سورة المائدة]، إلى آخره.
قبله في البخاري الذي يربي لصغار العلم قبل كباره، هناك أقوال كثيرة لكن أشهرها ما ذكرنا أنه إما الذي يربي الطلاب بصغار العلم قبل كباره، أو أنه الذي يعتني بنفسه وبغيره فيتعلم ويعمل ويعلم، ويكون وقته لله.
"رب الحجا، ماحي الدجى"، رب الحجا الحجا يعني صاحب العقل ماحي الدجى الظلام، "الشيباني"، نسبة إلى شيبان القبيلة التي ينتمي إليها.
"فإنه إمام أهل الأثر"، فإنه يعني الإمام أحمد بن حنبل إمام أهل الأثر، إمام أهل الحديث، يطلق الأثر ويراد به الحديث، وإذا قرن مع الحديث فالمراد به ما يضاف إلى من دون النبي -عليه الصلاة والسلام-، معرفة السنن والآثار، يعني معرفة المرفوعات والموقوفات، لكن كتاب الآثار فيه الأحاديث المرفوعة والموقوفة، وهنا يراد به ما يؤثر عن النبي -عليه الصلاة والسلام- وعن صحابته ومن بعدهم.