فإذا قال: ما معنى استوى؟ يجاب بما ثبت عن السلف في معنى الاستواء، إذا قيل: كيف استوى؟ يرد عليه بما قال مالك، الاستواء معلوم يعني معناه معلوم ليس بطلسم، والكيف مجهول، لا يمكن أن يطلع عليه أحد؛ لأنه ما وضح هذا الكيف بالنصوص ولا رؤي بحيث يمكن أن ترى الكيفية، وليس له نظير بحيث يعرف من معرفة نظيره، ولا شك أن الإثبات مع التنزيه هو مذهب أهل السنة والجماعة، معنى الصفة معروف، والسؤال عن الكيف بدعة، والتفويض من شر أقوال المبتدعة؛ لأنه سيأتينا في قوله: من الأحاديث نمره كما جاء، وجاء عن السلف: أمروها كما جاءت، وآيات الصفات تمر كما جاءت، لكن هل يعني هذا أنها ليس لها معاني؟ لا، المفوضة استغلوا مثل هذا الكلام، وقالوا: تمر كما جاءت ولا يتعرض لها، ولا معاني، ولا ندرك شيء إطلاقاً، استوى استوى، نثبت أنه استوى لكن ما نعرف إيش معنى الاستواء، وكذلك سائر الصفات، وهذا يقرر شيخ الإسلام ابن تيمية أنه من شر أقوال المبتدعة، يعني هم أثبتوا وغيرهم نفوا، هم وقفوا وغيرهم كيفوا وشبه ومثل، نقول: هو من شر أقوال المبتدعة، لماذا؟ لأنه يظن به الخير وهو في حقيقته شر، ويؤول إلى أن يكون في كلام الله وكلام رسوله وفي شرعه ما لم يعرف، ما لا يعرفه أحد، وقصر النبي -عليه الصلاة والسلام- في بيانه، قصر النبي -عليه الصلاة والسلام- في بيانه.