إطلاق الذات على الله في مقابل الصفة اصطلاح حادث، وبهذا نعلم أن لفظ ذات إنما جاء على إطلاقه في إطلاقه على مقابل الصفة في العصور المتأخرة، وإن كان بعض أئمتنا يطلقه لكنه يقصد بذلك المجاراة وأصبحت كلمة دارجة في عرف الناس والناس يقولون: خطأ مشهور خير من صواب مهجور، وهذه الخيرية نسبية؛ لأنها إذا كانت تقتضي إثباتاً أو نفياً في مجال الاعتقاد فليس كذلك؛ لأن المقصود به الإفهام والمجاراة، فإذا كان الناس لا يعرفون مقابل الصفة إلا بالذات فإننا نقيس عليه هذه الكلمة، وإن كانت ليست في لغة العرب أصلاً، فليس في لغة العرب لفظ ذات تطلق على مقابل الصفة وإنما هي من ألفاظ المتكلمين التي اندرجت بالعربية فأصبحت دارجة فيها، فهي من الكلام الدارج، أما استعمالها بكثرة فهو موجود في كلام بعض من ينتسب إلى السلف كشيخ الإسلام وابن القيم ومن جاء بعدهم.