في مطلع القصيدة المنظومة ذكر المؤلف أنه ألفها، وبناها على مقدمة، وستة أبواب وخاتمة، الباب الأول من هذه الأبواب في معرفة الله تعالى وما يتعلق بذلك، في معرفة الله وما يتعلق بذلك، من تعداد الصفات التي يثبتها المتكلمون كالسلف، وأسماءه تعالى وكلامه وغير ذلك، معرفة الله في معرفة الله، ومعرفته غير ممكنة إلا بواسطة ما جاءنا عنه في كتابه أو على لسان نبيه -عليه الصلاة والسلام-، لماذا؟ لأن المعرفة إما أن تكون عن خبر صادق، أو مشاهدة، والمشاهدة منتفية، إذن لم يبق إلا الخبر الصادق، أو عن معرفة الشبيه والنظير، ولا شبيه له ولا نظير، ولا ند ولا مثيل، يعني إذا أنت ما رأيت فلان من الناس، زيد من الناس ما رأيته، لكن قال لك من رآه: إن أشبه الناس به فلان، تستطيع أن تتصور تصور إجمالي عن هذا الشخص الذي لم تره، أشبه الناس به صاحبكم، طيب صاحبكم جاءت صفاته بالتفصيل في كتب الشمائل، لكننا ما جاءنا تفصيل عن صفات المشبه، لما عرفنا النظير عرفنا نظيره، واحد ما أدرك مثلاً الشنقيطي مثلاً ولا رآه في صورة ولا شافه، لكن من أدركه يقول: شوف أقرب الناس إليه فلان، يصير عندك شيء من التصور، لكن الأوهام، الأوهام التي لا يمكن أن تدرك شيئاً غائباً تسمع كلام في شرط مثلاً ثم تتخيل شكل المتكلم، هل تصيب؟ الغالب أنك لا تصيب، وأنك إذا رأيته تفاجئ لماذا؟ لأن العقول لا تدرك، لا تدرك ما غاب عنها، شخص له مشاركات، وله أشرطة، وله كلام كثير، وكذا حرص واحد من المحبين لرؤيته وقال: لا بد أن أراه، لما رآه إذا جسمه ما هو بكبير، يقول: والله إني تصورته ما يدخل مع الباب، لماذا؟ لأنه ما رآه، كثيراً ما تسمع صوتاً ثم تحلل هذا الصوت، أو يخطر على بالك أن هذ الونه كذا، أو طوله كذا، أو عرضه، ثم تفاجئ بالعكس تماماً، لماذا؟ لأن العقول لا تستطيع أن تدرك ما غاب عنها، وإذا كان هذا فيما له نظير في الجملة فيكف بمن لا نظير له ولا ند له ولا شبه له؟ كيف يتصور من لا تدركه الأفهام ولا تبلغه الأوهام؟ يعني في الجملة لو تصورت شخصاً ما رأيته، يعني ما رأيت الشيخ الألباني، تقول والله إذا بدي؟؟؟؟ ويمكن تصوره على طول وإلا على عرض وإلا شيء، احتمال واحد بالمائة،