[المطلب الخامس: منهجه في التبويب الفقهي وفقه تراجمه]
رتب ابن الجارود كتابه ترتيبا فقهيا، إلا أنه كان مُقِلا في عناوين الكتب والأبواب.
وابتدأ كتابه بالترتيب الفقهي المشتهر؛ بدءا بجزء العبادات، ثم المعاملات، وقد بدأ العبادات بالطهارة ثم الصلاة ثم الزكاة ثم الصيام ثم الحج، وجعل كتاب الجنائز في آخر جزء العبادات، على خلاف عادة أكثر المصنفين على الأبواب، حيث يجعلونه في آخر كتاب الصلاة؛ ولعله يشير بذلك إلى أنها آخر عبادة تصنع للعبد، والله أعلم، وقد شابه في صنيعه هذا الإمام الترمذي في سننه.
وبدأ جزء المعاملات بكتاب البيوع والتجارات، ثم كتاب النكاح وكتاب الطلاق، ولم يذكر بعد ذلك تصنيفا للكتب، وإنما صنف على الأبواب، فذكر ما يتعلق بالديات والحدود ثم الأشربة والأطعمة وما يتعلق بهما من الضحايا والصيد والذبائح والعقيقة، ثم ما يتعلق بالأيمان والنذور، ثم الفرائض وما يتبعه من أحكام الوصايا وأحكام العتق، ثم ما يتعلق بكتاب الهبات، ثم القضاء وسماه بالأحكام، ثم ذكر ما يتعلق بكتاب الجهاد، بدأه بالحديث عن الهجرة، وختمه بالحديث عن الفيء والوجوه التي يخرج فيها.
والملاحظة العامة على تبويب ابن الجارود لكتابه المنتقى أنه تبويب صريح واضح، خلافا لما هو الحال في صحيح البخاري مثلا؛ إذ إن تبويبه يحمل إشارات خفية في الحديث الذي يورده في الباب.