عبد الملك بن صالح الهاشمي: ما جمشت الدنيا بأظرف من النبيذ، وكان ابن الرومي يقول: قد أفلح شارب النبيذ لأنه يقيه الشح، وقال الله تعالى:" ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ".
وقد نظم بعضهم هذا المعنى فقال:
أعاذل إنَّ شربَ الراحِ رشدٌ ... لأن الراحَ يأمرُ بالسماحِ
يقينا شحَّ أنفسِنا وذاكم ... إذا ذُكِرَ الفلاحُ من الفلاحِ
فصل
[وصف الخمر من كلام البلغاء]
مدامة تورد ريح الورد، وتحكي نار إبراهيم في اللين والبرد. راحاً كالنور والنار. راحاً أحسن من الدنيا المقبلة. وهي من نعم الله المكملة. راحاً أرق من الصبا وعهد الصبى. وألذ من الشماتة بالأعدا. ساقٍ كأن الراح من خده معصورة، وملاحة الصورة عليه مقصورة.