[ولولده الشيخ إبراهيم يرثي الأمير محمد رسلان وقد توفي بالقسطنطينية]
حياة أسر العيش فيها مذمم ... وناس بها قلب الخلي متيم
سقت كل قلب كل يوم مشارباً ... توهم فيها لذة وهي علقم
تشاغلت الألباب فيها من الصبى ... ولم تك أدنى صبوة حين تحلم
تبطل كل بالأماني ولم يزل ... يروح ويغدو وهو للموت مغنم
وما الأرض إلا قفرة زأرت بها ... أسود المنايا حولنا وهي حوم
لها كل يوم بيننا كل منذر ... ينادي علينا مسمعاً وهو أبكم
تنبهنا بعضاً ببعض فننثني ... وأجفاننا في غفلة اللهو نوم
خلت دونها شم الحصون فلم تكن ... لساكنها من غارة البين تعصم
وأصبح من قد كان يرهب بأسه ... يناح عليه بعد حين ويرحم
وتراب من الأرض استوى تحت صورة ... تلوح عليها مدة ثم تهدم
سلام على قبر توسد تربه ... حبيب عليه من بعيد أسلم
وما كان يغني لو تدانى ودونه ... من الرمس قد أمسى حجاب مخيم
لئن لم تصب عيني ثراه فإن لي ... هنالك قلباً منه قد قطر الدم
وما جف دمعي بعده غير أنه ... يدبج خضراء الربى حين يسجم
بعاه لنا الناعي ففي كل مسمع ... كلام ولكن في الأضالع أسهم
تنوح على فقد الأمير محمد ... رجال عليه بالدما تتلثم
عزيز له في كل عين مدامع ... وفي كل قلب جمرة تتضرم
وكم من جيوب بل قلوب تشققت ... عليه وكم من أوجه فيه تلطم