للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من كان فيه لكل قوم ملجأ ... ولسيفه في كل قوم مرتع

إن حل في روم ففيها قيصر ... أو حل في عرب ففيها تبع

أو حل في فرس ففيها ربها ... كسرى تذل له الرقاب وتخضع

قد كان أسرع فارس في طعنة ... فرساً ولكن المنية أسرع

لا قلبت أيدي الفوارس بعده ... رمحاً ولا حملت جواراً أربع

[لمروان بن أبي حفصة في معن بن زائدة]

مضى لسبيله معن وأبقى ... مكارم لن تبيد ولن تنالا

كأن الشمس يوم أصيب معن ... من الإظلام ملبسة ظلال

هو الجبل الذي كانت مزار ... تهد من العدو به الجبالا

وعطلت الثغور لفقد معن ... وقد يروي بها الأسل النهالا

وأظلمت العراق وأورثتها ... مصيبته المجللة اعتلالا

وظل الشأم يرجف جانباه ... لركن العز حين وهى فمالا

وكادت من تهامة كل أرض ... ومن نجد تزول غداة زالا

فإن يعل البلاد له خشوع ... فقد كانت تطول به اختيالا

أصاب الموت يوم أصاب معناً ... من الأحياء أكرمهم فعالا

وكان الناس كلهم لمعن ... إلى أن زار حفرته عيالا

ولم يك طالب للعرف ينوي ... إلى غير ابن زائدة ارتحالا

مضى من كان يحمل كل عبء ... ويسبق فضل نائله السؤالا

وما عمد الوفود لمثل معن ... ولا حطوا بساحته الرحالا

<<  <   >  >>