الباب الثامن
في الخمر
للفارض
شربنا على ذكر الحبيب مدامة ... سكرنا بها من قبل أن يخلق الكرم
لها البدر كأس وهي شمس يديرها ... هلال وكم يبدو إذا مزجت نجم
فلولا شذاها ما اهتديت لحانها ... ولولا سناها ما تصورها الوهم
ولم يبق منها الدهر غير حشاشة ... كأن خفاها في صدور النهى كتم
فإن ذكرت في الحي أصبح أهله ... نشاوى ولا عار عليهم ولا إثم
ومن بين أحشاء الدنان تصاعدت ... ولم منها في الحقيقة إلا اسم
وإن خطرت يوماً على خاطر امرئ ... أقامت به الأفراح وارتحل الهم
ولو نظر الندمان ختم إنائها ... لأسكرهم من دونها ذلك الختم
ولو نضحوا منها ثرى قبر ميت ... لعادت إليه الروح وانتعش الجسم
ولو طرحوا في فيء حائط كرمها ... عليلاً وقد أشفى لفارقه السقم
ولو قربوا من حانها مقعداً مشى ... وتنطق من ذكرى مذاقتها البكم
ولو عبقت في الشرق أنفاس طيبها ... وفي الغرب مركزم لعادله الشم
ولو خضبت من كأسها كف لامس ... لما ضل في ليل وفي يده النجم
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute