أسأت إلى النوائب فاستثارت ... فأنت قتيل ثأر النائبات
وكنت تجير من صرف الليالي ... فصار مطالباً لك بالترات
وصير دهرك الإحسان فيه ... إلينا من عظيم السيئات
وكنت لمعشر سعداً فلما ... مضيت تفرقوا بالمنحسات
غليل باطن لك في فؤادي ... يخفف بالدموع الجاريات
ولو أني قدرت على قيام ... بفرضك والحقوق الواجبات
ملأت الأرض من مظم القوافي ... ونحت بها خلاف النائحات
ولكني أصبر عنك نفسي ... مخافة أن أعد من الجناة
وما لك تربة فأقول تسقى ... لأنك نصب هطل الهاطلات
عليك تحية الرحمن تترى ... برحمات غواد رائحات
[للقاضي حمزة بن أبي حصين في مخلص الدولة الكناني]
ألا كل حي مقصدات مقاتله ... وآجل ما يخشى من الدهر عاجله
وهل يفرح الناجي السليم وهذه ... حبول الردى قدامه وحبائله
لعمر الفتى إن السلامة سلم ... إلى الحين والمغرور بالعيش آمله
فيسلب أثواب الحياة معارها ... ويقضي غريم الدين من هو ماطله
مضى قيصر لم تغن عنه قصوره ... وجدل كسرى ما حمته مجادله
وما صد هلكاً عن سليمان ملكه ... ولا منعت منه أباه سرابله
ولم يبق إلا من يروح ويغتدي ... على سفر ينأى عن الأهل قافله
وما نفس الإنسان إلا خزامة ... بأيدي المنايا والليالي مراحله