لله مقلتها السوداء صائدة ... قلوب عشاقها والقرط راعيها
يقول قومي رويدا قد سقمت هوى ... فقلت مهلاً شفائي من نواحيها
لعل صافي نسيم من خمائلها ... أتى يهب على روحي فيشفيها
وبي رقاق ليال في النقاء وفت ... بيض اللقاء فما أهنى لياليها
في جنة حورها تزهو بنا وبها ... لو كان يصفو خلود في روابيها
يهزني ذكرها وجداً فأعلمه ... جرحاً وروحي تراه من مجانيها
أسأت كتم الهوى والصب كيف له ... ستر وأدمعه قد هل واشيها
ليس الهوى بخفي عند رادعه ... فكيف ناشره يطويه تمويها
أستودع الله صبراً ما أمارسه ... ومهجة عن حسان لست أحميها
طاب الهوى والضنى واللوم لي فدمي ... أسر في بذله في حي أهليها
لبيك يا لحظها الجاني على كبد ... سالت أسى في الهوى لولا تأسيها
إن تعف طوعاً فإن العفو لي أرب ... أو لا فريحان روحي في تفانيها
ليت الصبا عاد لي بعد المشيب على ... شرط الوفا وهو أدنى من تجليها
بكر محجبة لا تنجلي لحياً ... حتى من النجم حتى ما يلاقيها
راق الدلال لها والذل لي أبداً ... ولم يرق كأس وردي من تدانيها
دمعي ومبسمها الدر الثمين صدى ... لمهجتي فبصبر القلب أرويها
لما رأت جد وجدي في محبتها ... قامت بسيماء هزل عينها تيها
ظن الجهول الهوى سهلاً لوالجه ... مهلاً فقد تاه جهلاً أو عمي تيها
يهيجه غزل عين جاء حائكه ... يحوك برد الضنى حلياً لهاويها