للشيخ ناصيف اليازجي في أسعد باشا قائد جيش البلاد العربية
شكته الظبي من كثرة الضرب فاشتكى ... تكسرها من ضربه في المفارق
وملت ظهور الخيل منه فملها ... إذا لم تخضب من دم بشقائق
إذا قام من تحت السرادق راكباً ... أقام عجاجاً فوقه كالسرادق
ولما رأينا كيف تنفض خيله ... علمنا بها كيف انقضاض الصواعق
إذا ما رمى يوماً بهن عواصماً ... ضحكن على أسوارها والخنادق
تفارق أطراف البلاد خيوله ... وأصواتها في قلبها لم تفارق
يطأن الحصى كالترب غير عواثر ... وملس الصفا كالرمل غير زواهق
ويحسبن وحش الغاب آرام رامة ... ويحسبن غاب الوحش زهر الحدائق
عليها أسود تتقي عار هارب ... ولا تتقي في الكر وقبة غاسق
رماح بأيديها رماح طويلة ... تمزق شمل القوم في كل مأزق
ينض دماً ما اندق منها فإنه ... قتيل بثارات الضلوع السواحق
إذا ناب خطب الدهر فادع تيمناً ... بأسعد خلق الله دعوة واثق
عزيز أذل الدهر وهو عدوه ... لأن الخنا في سوقه غير نافق
كريم السجايا ملء قلب مؤمل ... وراحة مسنحد ومقلة رامق
له في عيون الناس نظرة غافل ... وفي غامضات السر نظرة حاذق
يسر بما يعطي مسرة آخذ ... فيشكر منا طارقاً شكر طارق
صحيح بنان تضبط الملك دهره ... ولا نضبط الدينار بضع دقائق
إلى داره الركبان تهوي فتنثني ... مشاة لوفر المال فوق الأيانق