وعذلت تقصيري بوصفك عاجزاً ... وعلمته فعذرتني متفضلا
ولعل عجزي في مديحك ناطق ... عني بأفصح من ثناي وأطولا
والصبح أوضح من مقالة قائل ... لاح الصباح إذا تألق وانجلى
ولولده الشيخ خليل في الحضرة الخديوية التوفيقية من قصيدة
قيدت نفسك بالثبات شجاعة ... إن المقيد نفسه لطليق
وثبت فرداً في الخطوب كأنما ... لك من فريق النائبات رفيق
فتهللت مصر لديك كأنها ... صفح المحيا منك وهو طليق
والنيل بين يديك يلمع وجهه ... متبسماً ولكفه تصفيق
في ضفتيه للاخضرار زبرجد ... من خصبها وله العقيق عقيق
لو لم يكن منه التكدر نافعاً ... والنفع ما تبغي لكان يروق
نيل يلاقي منك نيلاً آخراً ... للعدل ليس يشوبه ترنيق
شربت به مصر بظلك أكؤساً ... طربت بها فكأنهن رحيق
تجري لدى ورادها وكأنها ... ماء الحياة لديهم مدفوق
وتشف عن أنوار عدلك دائماً ... فلهم صبوح لا يليه غبوق
ولك الحسان من الخلائق دونها ... ما في العقود زبرجد وعقيق
وذكاء فكر ثاقب متوقد ... تجلو ظلام الخطب منه بروق
ويكاد عندك للبداهة والحجي ... قبل التصور يدرك التصديق