ونظرن غزلاناً وفحن خمائلاً ... وخطرن أغصاناً ولحن بدورا
وسكن حبات القلوب كأنما ... غادرن حبات القلوب خدورا
لو لم يزدن بنا فتوراً في الهوى ... ما مسن عجباً واكتحلن فتورا
ولما كشفن عن الوجوه براقعاً ... ولما عطفن على الخصور شعورا
غازلننا يوم الحمى فهتكن من ... حجب القلوب سريرة وضميرا
وبرزن في وشي البرود كأنما ... أسبلن من فوق الحرير حريرا
إني أغار من العيون ولا هوى ... إلا إذا كان المحب غيورا
ولو استطعت حجبتهن بناظري ... وجعلت أهداب الجفون سفورا
للحاحري
حكاه من الغصن الرطيب وريقه ... وما الخمر إلا مقلتاه وريقه
هلال ولكن أفق قلبي محله ... غزال ولكن سفح عيني عقيقه
أقر له من كل حسن جليله ... ووافقه من كل معنى دقيقه
بديع التثني راح قلبي أسيره ... على أن دمعي في الغرام طليقه
على سالفيه للعذار جديده ... وفي شفتيه للسلاف عتيقه
من الترك لا يصيبه شوق إلى الحمى ... ولا ذكر بانات العذيب يشوقه
على خده جمر من الحسن مضرم ... يشب ولكن في فؤادي حريقه
إذا خفق البرق اليماني موهناً ... تذكرته فاعتاد قلبي خفوقه
حكى وجهه بدر السماء فلو بدا ... مع البدر قال الناس هذا شقيقه
على مثله يستحسن الصب هتكه ... وفي مثله يجفو الصديق صديقه