للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وما مات حتى مات مضرب سيفه ... من الضرب واعتلت عليه القنا السمر

وقد كان فوت الموت سهلاً فرده ... إليه الحفاظ المر والخلق الوعر

ونفس تعاف العار حتى كأنما ... هو الكفر يوم الروع أو دونه الكفر

فأثبت في مستنقع الموت رجله ... وقال لها من تحت أخمصك الحشر

غدا غدوة والحمد نسج ردائه ... فلم ينصرف إلا وأكفانه الأجر

تردى ثياب الموت حمراً فما دجا ... لها الليل إلا وهي من سندس خضر

كأن بني نبهان يوم وفاته ... نجوم سماء خر من بينها البدر

يعزون عن تاو تعزى به العلى ... ويبكي عليه البأس والجود والشعر

وأنى لهم صبر عليه وقد مضى ... إلى الموت حتى استشهدا هو والصبر

فتى كان عذب الروح لا من غضاضة ... ولكن كبراً أن يقال به كبر

فتى سلبته الخيل وهو حمى لها ... وبزته نار الحرب وهو لها جمر

وقد كانت البيض الماثير في الوغى ... بواتر فهي الآن من بعده بتر

أمن بعد طي الحادثات محمداً ... يكون لأثواب الندى أبداً نشر

إذا شجرات العرف جذت أصولها ... ففي أي فرع يوجد الورق النضر

لئن أبغض الدهر الخؤون لفقده ... لعهدي به ممن يحب له الدهر

لئن غدرت في الروع أيامه به ... فما زالت الأيام شيمتها الغدر

لئن ألبست فيه المصيبة طيئ ... فما عريت منها تميم ولا بكر

سقى الغيث غيثاً وارت الأرض شخصه ... وإن لم يكن فيه سحاب ولا قطر

وكيف احتمالي للغيوث صنيعة ... بإسقائها قبراً وفي لحده البحر

<<  <   >  >>