اسمه الرباعي مع ترجمة موجزة له فيها بيان درجته في التوثيق والتجريح، مع العناية بطبقته، والجيد المفيد الجديد في هذا الباب: محاولة مصنفه - شكر الله له - مجاراة من قبله ممن نصص على بعض الشيوخ في هذه المواد، واستخلاص حكم على من لم ينصص عليه بالاستنباط، ولا غرو في ذلك، فإن الملكة مع كثرة الممارسة والتفرغ للعمل الواحد تشتد وتتقوى، وتنقدح في النفس أشياء مفيدة مع مرور الزمن وكثرة الدراسة والمباحثة، فإن من اعتنى بشيء تطلبه، وتعب فيه، وحصله بإذن الله، والله الموفق والهادي.
وأما (الوجازة) فليس للحشو واللغو، وتطويل العبارات أدنى نصيب من هذا الكتاب وقد أحسن مصنفه لما أسقط أسماء شيوخ وتلاميذ المترجمين الذين ذكرهم (المزي) في " تهذيب الكمال "، عدا أسماء من له رواية من الشيوخ عند الطبري وأنه أثبت ما وقع نظره عليه في بطون الكتب مما لم يثبت فيه. وهذا ما عنيته بـ (البساطة)(١) وقد بسط أشياء أخر مفيدة في كتابه أيضا مثل: التنبيه على التصحيف، والتحريف في الطبعات، وبيان المتفق والمفترق من الرواة، وتمييز المترجم عن آخر أو آخرين شبيهين به، وعدد الروايات المكررة في " التاريخ " في الصفحة الواحدة بوضع علامة (*)، والتنبيه على ما وقع من سقط في أسانيد الطبري، وتعقب على بعض الأئمة والعلماء حول الرواة، ومن الجيد النافع فيه أنه ذكر فيه رقم كل أثر روى الطبري فيه عن شيوخه، وعن شيوخهم من كتبه، وذكر عبارات الأئمة معزوة لقائليها، التي لم تذكر عند (المزي) في " تهذيب الكمال "
(١) وأما استخدام هذه الكلمة (البساطة) بمعنى السذاجة أو (الاختصار) فهذا دخيل على العربية