أخرجه الترمذي في «السنن»(٥/ ١٧٢/٢٩٠٦) قال: حدثنا عبد بن حميد، حدثنا حسين بن علي الجعفي، قال: سمعت حمزة الزيات، عن أبي المختار الطائي عن ابن أخي الحارث الأعور، عن الحارث قال: مررت في المسجد فإذا الناس يخوضون في الأحاديث، فدخلت على (علي) فقلت: يا أمير المؤمنين! ألا ترى أن الناس قد خاضوا في الأحاديث؟! قال: وقد فعلوها؟! قلت: نعم. قال: أما إني قد سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يقول:«ألا إنها ستكون فتنة فقلت: ما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: كتاب الله؛ فيه نبأ ما كان قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق على كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا:{إنا سمعنا قرآنًا عجبًا يهدي إلى الرشد} من قال به صدق، ومن عمل به أُجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هُدي إلى صراط مستقيم». خذها إليك يا أعور! قال أبو عيسى (الترمذي): «هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه! وإسناده مجهول، وفي الحارث مقال».
وقد أخرجه الدارمي أيضًا في «سننه»(٢/ ٥٢٦/٣٣٣١) من طريق محمد بن يزيد الرفاعي به، مثله.
وقد تكلم عليه شيخنا الألباني - رحمه الله تعالى - في تخريجه لأحاديث الطحاوية (ص: ٧١ حاشية ٣). فقال رحمه الله تعالى:«هذا حديث جميل المعنى، ولكن إسناده ضعيف، فيه الحارث الأعور، وهو لين، بل اتهمه بعض الأئمة بالكذب، ولعل أصله موقوف على علي رضي الله عنه، فأخطأ الحارث فرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد ضعفه مُخَرِّجُه الترمذي نفسه فقال: وساق مقالة الترمذي السابقة».