فإن المتأمل في السنة النبوية، وألفاظها يجد العجب العجاب، من حيث سهولتها، وبلاغتها، وتنوعها، مما تؤثر على قارئها وسامعها، بل تشد لبَّه إلاها، وتجذب انتباهه إلى ما فيها، ولا غرْو في ذلك، فقد أعطي ﷺ جوامع الكلم (١)، ومن خلال قراءتي لبعض كتب السنة، توقفت عند قوله ﷺ:" أحسن الناس"، فوجدت أنه ﷺ قد ذكر هذه الكلمة في عدة مواطن، مرغبًا في الاتصاف بهذا الأمر، واستعماله، حتى ينطبق عليه اللفظ، ويكون داخلًا فيه، ومشمولًا بهذه الخيرية، و لأهمية الموضوع، بدأت بجمع الأحاديث التي تشتمل على هذه اللفظة:"أحسن الناس"، وتخريجها مع تمييز ضعيفها من صحيحها، وقد اجتمع عندي قرابة الثلاث عشرة حديثًا، فعنونت لها باسم:
الأحاديث الواردة في أحسن الناس جمعًا ودراسةً.
(١) ثبت من حديث أبي هريرة، أخرجه البخاري في صحيحه (٩/ ٣٦، ٧٠١٣)، ومسلم في صحيحه (١/ ٣٧١، ٥٢٣).