للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: (وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ): المؤمن هنا هو العالم بالله، الراضي بأحكامه، العامل على تصديق موعوده، لأنه إن لم يكن كذلك لم يصبر على المصيبة ولم يحتسبها، بل يتضجر ويتسخط، فينضاف إلى مصيبته الدنيوية مصيبته في دينه، وكذلك لا يعرف النعمة ولا يقوم بحقها ولا يشكرها، فتنقلب النعمة نقمة والحسنة سيئة - نعوذ بالله من ذلك (١).

قوله: (إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ): أي: إن أصابته سراء من نعماء وسعة عيش ورخاء وتوفيق طاعة، شكر فكان شكره خيرًا له، وإن أصابته ضراء من فقر ومرض ومحنة وبلية صبر فكان صبره خيرًا له (٢).

وقال القرطبي: "وذلك أن المؤمن المذكور إما أن يبتلى بما يضره، أو بما يسره، فإن كان الأول صبر واحتسب ورضي، فحصل على خير الدنيا والآخرة وراحتهما، وإن كان الثاني، عرف نعمة الله عليه ومنته فيها، فشكرها وعمل بها، فحصل على نعيم الدنيا ونعيم الآخرة" (٣).


(١) المفهم (٦/ ٦٣٠).
(٢) مرقاة المفاتيح (٨/ ٣٣١٧).
(٣) المفهم (٦/ ٦٣٠).

<<  <   >  >>