إدريس بن عبد الكريم الحداد، على خلف بن هشام البزّار، على يحيى بن آدم، على أبي بكر، عن عاصم، وقرأ عاصم على أبي عبد الرحمن السّلمي.
واختلف العلماء في اسم أبي بكر بن عياش، فقيل: اسمه كنيته، وهو الأصح، وقيل: عبد الله، وأحمد، ومحمد، وعتيق، وعنترة، ورؤبة، وشعبة، ومطرف، وحماد، وحسين، وسالم، وقاسم، وكان عالما ورعا، وقد كفّ بصره، وكان علامة في وقته، آية في صدقه، وكان من المعدودين في أئمة أهل/ الدين ممن يؤخذ عنهم اعتقاد أهل السنة، ويرى كفر أهل البدعة، ومات سنة خمس وتسعين ومائة، في جمادى الأولى، في أيام محمد الأمين، وولد في سنة أربع وتسعين في أيام الوليد بن عبد الملك، وقرأ هو وحفص على عاصم بن أبي النّجود بفتح النون، وهو مشتق من:[نجدت المتاع، إذا نظمته وسويته](١).
وكان عاصم رحمه الله من الطبقة الثالثة، واختلف في موته وقبره، فحكى ابن سوّار أنه مات بالكوفة سنة ثمان وعشرين ومائة، وقيل سنة تسع، والذي حكاه أبو علي الأهوازي أنه مات في السماوة وهو يريد الشام وذلك في سنة ست وعشرين ومائة، وفي قول: سنة سبع وعشرين.
قال أبو علي: الذي عليه الجمهور سنة سبع وعشرين، وهذا الاختلاف كله في أيام مروان بن محمد آخر من كان من خلفاء بني أمية.
وقرأ عاصم على أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السّلمي، وكان جليل القدر في زمانه، عظيم الخطرة في أوانه، مقدما في علم القراءة على أقرانه، أقام بالكوفة وبمسجدها الأعظم يقرئ من أيام عثمان بن عفان إلى ولاية الحجاج، وقيل: إلى ولاية بشر بن مروان، وتوفي سنة ثلاث وسبعين في أيام عبد الملك، وكان تعلّم القرآن من عثمان بن عفان ثم عرضه على علي بن أبي طالب، وعلى أبيّ بن كعب، وعبد الله بن مسعود، وزيد بن ثابت رضي الله عنهم، وقرأ القرآن تلاوة على علي بن أبي طالب، وقرأ على