وهو أبو محمد يعقوب بن إسحاق بن زيد بن عبد الله بن إسحاق الحضرمي، قرأ على يونس بن عبيد النحوي، وقرأ يونس على الحسن البصري، وهو من أهل العلم بالقرآن، أنشد فيه أبو عبد الله محمد بن أحمد العجلي لنفسه:
أبوه من القرّاء كان وجدّه ... ويعقوب في القرّاء كالكوكب الدّري
تفرّده محض الصواب ووجهه ... فمن مثله في وقته وإلى الحشر
وقال يعقوب: وقرأت على سلّام الطويل في سنة ونصف، وقال: قرأت أيضا على شهاب بن شرنفة المجاشعي/ في خمسة أيام، وقرأ شهاب على سلمة بن محارب المحاربي في تسعة أيام.
وكان يعقوب رحمه الله من كبار الأئمة في القراء، وروى عن جماعة من المشهورين كسلّام الطويل الخراساني، وشهاب بن شرنفة المجاشعي، وعصمة بن عروة الفقيمي، وروى عنه الأكابر كأبي حاتم السّجستاني، وأيوب بن المتوكّل.
وقال له المجاشعي حين قرأ عليه القرآن في خمسة أيام وأنهى ختمة:
لقد أدركت أقواما لو سمعوا قراءتك لأتوك حتى يسمعوها منك.
وقال أبو حاتم السّجستاني: يعقوب أعلم من رأينا وأدركنا، وأروى الناس للحديث والفقه والقرآن وتعليله ونحوه ومذاهبه، رضي الله عنه.
وقد قيل: إنّ يعقوب قرأ على أبي عمرو بن العلاء، وفي قراءته عليه نظر عند العلماء؛ لأن أبا عمرو توفي سنة أربع وخمسين، وقيل: سنة خمس، والأشهر أنه قرأ على من قرأ عليه، ويمكن أن يكون قد أدركه صغيرا فقرأ عليه.
وقرأ يعقوب على يونس النحوي، وقرأ على الحسن البصري، وقرأ الحسن على حطّان بن عبد الله الرقاشي، وقرأ على أبي موسى الأشعري،