للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الغُلامُ يتلمَّسُ حتَّى دخلَ على المَلِكِ، فقال: ما فعلَ أصحابُكَ؟ فقال: كفانِيهِمُ اللهُ، ثمَّ قال للمَلِكِ: لستَ بقاتلِي حتَّى تفعلَ ما آمُركَ وإلَّا فإنَّكَ لم تستطعْ قتلِيَ. قال: وما هو؟ قال: تجمعُ النَّاسَ في صعيدٍ، ثمَّ تصلِبُنِي على جذعٍ، فتأخذُ سَهْمًا مِنْ كِنانَتِي، ثمَّ قلْ: بِسْمِ اللهِ ربِّ الغُلامِ، فإنَّكَ إذا فعلتَ ذلكَ قتلتَنِي، ففعلَ ووَضعَ السَّهمَ في كبِدِ قَوسِه، ثمَّ رمَى، وقال: بِسْمِ اللهِ ربِّ الغُلامِ، فوقعَ السَّهمُ في صُدْغِه، فوضَعَ الغُلامُ يدَه على موضِعِ السَّهمِ، وماتَ، فقال النَّاسُ: آمنَّا برَبِّ الغُلامِ. قيلَ للمَلِكِ: أَرأَيتَ ما كنتَ تحذَرُ؟ قد -واللهِ- نزلَ بك، قد آمَنَ النَّاسُ كلُّهُم، فأَمَرَ بأفواهِ السِّكَكِ فخُدَّتْ فيها الأُخدودُ، وأُضرمَتْ فيها النِّيرانُ، وقال: مَنْ رجعَ عن دِينِه فدَعُوهُ، وإلَّا فأَقحِمُوهُ فيها، وكانوا يتقادَعُونَ فيها ويَتَدافَعُونَ، فجاءَتِ امرأةٌ بابنٍ لها تُرضِعه، فكأنَّها تقاعَسَتْ أنْ تقعَ في النَّارِ، فقال الصَّبيُّ: يا أُمَّه، اصبرِي، فإنَّكِ على الحقِّ».

واللفظُ لابنِ إسحاقَ.

٢٦ - أخبرنا ابنُ إسحاقَ، ثنا سعيدُ بنُ عُفيرٍ، ثنا ابنُ لَهيعةَ، عن ابنِ الهاد، عن عثمانَ بنِ صُهيبٍ، عن أبيه، أنَّ النَّبيَّ قال لعليِّ بنِ أبي طالبٍ: «مَنْ أشقَى

<<  <   >  >>