١٧ - وَحَدَّثَنَا بِإِسْنَادِهِ الْجُرْجَانِيُّ، إِمْلاءً، ثنا الأَصَمُّ، أنبا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ بْنِ أَعْيَنَ الْمِصْرِيُّ، ثنا أَبُو ضَمْرَةَ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامِ بْنِ خُوَيْلِدٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَلْيَبْدَأْ أَحَدُكُمْ بِمَنْ يَعُولُ، خَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ وَمَنِ اسْتَغْنَى أَغْنَاهُ اللَّهُ»
وَحَدَّثَنَا الْجُرْجَانِيُّ بِإِسْنَادِهِ، ثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا، نا مَهْدِيُّ بْنُ سَابِقٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ الْجِسْمِيِّ، قَالَ: لَمَّا مَاتَتِ النَّوَّارُ بِنْتُ أَعْيَنَ بْنِ ضُبَيْعَةَ امْرَأَةُ الْفَرَزْدَقِ شَهِدَهَا الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ وَكَانَ إِذَا شَهِدَ جَنَازَةً سَأَلُوهُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهَا، فَمَنْ لَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ الْحَسَنُ عُيِّرَ بِذَلِكَ، فَصَلَّى عَلَيْهَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْبَصْرِيُّ، فَلَمَّا سُوِّيَ عَلَيْهَا التُّرَابُ وَثَبَ الْفَرَزْدَقُ فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ مَا تَقُولُ النَّاسُ؟ قَالَ: وَمَا يَقُولُ النَّاسُ؟ قَالَ: يَقُولُونَ: اجْتَمَعَ فِي هَذِهِ الْجَنَازَةِ خَيْرُ النَّاسِ وَشَرُّ النَّاسِ يَعْنُونَكَ وَيَعْنُونَنِي، فَقَالَ الْحَسَنُ: مَا أَنَا بِخَيْرِهِمْ وَمَا أَنْتَ بِشَرِّهِمْ وَلَكِنْ مَا أَعْدَدْتَ لِهَذَا الْيَوْمِ؟ قَالَ: أَعْدَدْتُ شَهَادَةَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ:
أَخَافُ وَرَاءَ الْقَبْرِ إِنْ لَمْ يُعَافِنِي ... أَشَدَّ مِنَ الْقَبْرِ الْتِهَابًا وَأَضْيَقَا
إِذَا جَاءَنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَائِدٌ عَنِيفٌ ... وَسَوَّاقٌ يَسُوقُ الْفَرَزْدَقَا
لَقَدْ خَابَ مِنْ أَوْلادِ آدَمَ مَنْ مَشَى ... إِلَى النَّارِ مَغْلُولَ الْقِلادَةِ أَزْرَقَا
يُسَاقُ إِلَى نَارِ الْجَحِيمِ مُسَرْبَلا ... سَرَابِيلَ قَطْرَانٍ لِبَاسًا مُحَرَّقَا
إِذَا أُشْرِبُوا فِيهَا الصَّدِيدَ رَأَيْتَهُمْ ... يَذُوبُونَ مِنْ حَرِّ الصَّدِيدِ تَمَزُّقَا
قَالَ: فَبَكَى الْحَسَنُ، ثُمَّ الْتَزَمَ الْفَرَزْدَقَ وَقَالَ لَهُ: لَقْد كُنْتَ مِنْ أَبْغَضِ النَّاسِ إِلَيَّ وَإِنَّكَ الْيَوْمَ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute