للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(لَيْسَ في الدنيا مُبْتَدع؛ إِلا وهو يُبْغضُ أَهلَ الحَديث، فإِذا ابْتَدَعَ الرجُلُ نُزِعَتْ حَلاوَةُ الحَديثِ من قَلْبِه) (١) .

وقال الإِمام أَبو حاتم الحنظلي الرازي رحمه الله تعالى: (عَلامةُ أَهلِ البدَعِ الوَقيعةُ في أَهلِ الأَثَر، وعَلاَمةُ الزنادِقَة تَسْميَتُهُم أَهلَ الأَثَرِ حَشوية، يُريدونَ إِبْطالَ الآثار، وَعَلامَةُ الجهمية تَسْميَتُهم أهلَ السنة مُشبهة، وَعَلامَةُ القَدَرية تَسْميَتُهم أَهلَ السنة مُجْبِرَة، وعَلامَةُ المرجئَة تَسْميَتُهم أَهلَ السنة مُخالفة وَنُقصانية، وَعَلامَةُ الرافضَة تَسْمِيَتُهِم أَهلَ السُّنَّة ناصِبَة، ولا يَلْحقُ أَهل السنة إِلَّا اسْم وَاحِد، ويَسْتَحِيلُ أَنْ تَجْمَعَهُمْ هَذهِ الأَسْماء (٢) .

وقيل للإِمام أَحمد بن حنبل رحمه الله: ذكروا لابن قتيلة بمكة أَصحاب الحديث، فقال: أَصحاب الحديث قومُ سوء! فقام أَحمد بن حنبل وهو ينفض ثوبه ويقول: (زنْديق، زنْديق، زنْديق؛ حتى دَخَلَ البَيْت) (٣) .

والله تعالى حفظ أَهل الحديث وأَهل السنة من كلِّ هذه المعايب التي نسبت إِليهم، وهم ليسوا إِلَّا أَهل السنة السنية،


(١) " التذكرة للإمام النووي.
(٢) " كتاب أصل السنة واعتقاد الدين، للرازي.
(٣) " شرح السنة " للإمام أبي محمد الحسن بن خلف البربهاري.

<<  <  ج: ص:  >  >>