للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأَهل السنة والجماعة: لا يقنطون ولا ييأسون من رحمة الله عند المحن؛ لأَن الله تعالى قد حرم ذلك، ولكن يعيشون أَيام البلاء على أَمل الفرج القريب والنصر المؤكد لأَنَّهم يثقون بوعد الله، ويعلمون أَن مع العسر يسرا، ويبحثون عن أَسباب المحن في أَنفسهم، ويرون أَن المحن والمصائب لا تصيبهم إِلا بما كسبت أَيديهم، ويعلمون أَن النصر قد يتأخر بسبب الوقوع في المعاصي أَو التقصير في الاتباع، لقوله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} [الشورى: ٣٠] (١) .

ولا يعتمدون في المحن ونُصْرَة الدِّين على الأَسباب الأَرضية والإِغراءات الدنيوية، والسنن الكوَنية، كما أَنَّهم لا يغفلون عنها، ويرون قبل ذلك أَن تقوى الله تعالى والاستغفار من الذنوب، والاعتماد على الله، والشكر في الرخاء؛ من الأَسباب المهمة في تعجيل الفرج بعد الشدَّة.

وأَهل السنة والجماعة: يخافون من عقوبة كفر النعمة وجحدها، ولذا تراهم أَحرص الناس شكرا وحمدا لله، وأَدْوَمَهم عليه في كلِّ نعمة صغيرة كانت أَو كبيرة، قال النبِي - صلى الله عليه وسلم -: «انْظرُوا إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْكُمْ، وَلاَ تَنْظُروا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ؛ فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ لَا تَزْدَروا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ» (٢) .


(١) سورة الشورى: الآية، ٣٠.
(٢) صحيح سنن الترمذي: للألباني.

<<  <  ج: ص:  >  >>