للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: ٥] (١) . وقال: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} [المؤمنون: ١١٧] (٢) . وتوحيد الألوهية هو ما دعت إِليه جميع الرُسل، وإنكاره هو الذي أَورد الأُم السابقة موارد الهلاك.

وهو أَول الدّين وآخره وباطنه وظاهره، وهو أَول دعوة الرسل وآخرها ولأَجله أُرسلت الرسل، وأُنزلت الكُتب، وسُلَت سيوف الجهاد، وفرِقَ بين المؤمنين والكافرين، وبين أَهل الجنة وأَهل النَّار.

وهو معنى قوله تعالى: {لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [الصافات: ٣٥] قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: ٢٥] (٣) . ومَن كان ربا خالقا، رازقا، مالكا، متصرفا، محييا، مميتا، موصوفا بكل صفات الكمال، ومنزها من كلّ نقص، بيده كل شيء، وَجَبَ أَن يكون إِلها واحدا لا شريك له، ولا تُصْرَف العبادة إِلا إليه، قال تعالى:

{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: ٥٦] (٤) .


(١) سورة الفاتحة: الآية، ٥.
(٢) سورة المؤمنون: الآية، ١١٧.
(٣) سورة الأنبياء: الآية، ٢٥.
(٤) سورة الذاريات: الآية، ٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>