للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والعرش لا يقدر قدره إِلا الله، والكرسي في العرش كحلقة ملقاة في فلاة وسع السموات والأَرض، والله مستغن عن العرش والكرسي، ولم يستوِ على العرش لاحتياجه إِليه؛ بل لحكمة يعلمها، وهو منزه عن أَن يحتاج إِلى العرش أَو ما دونه، فشأن الله تبارك وتعالى أَعظم من ذلك؛ بل العرش والكرسي محمولان بقدرته وسلطانه.

وأَنَ الله تعالى خلق آدم - عليه السلام- بِيَديه، وأَن كلتا يديه يمين ويداه مبسوطتان يُنفق كيف يشاء كما وصف نفسه سبحانه، فقال: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ} [المائدة: ٦٤] (١) وقال: {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: ٧٥] (٢) .

وأَهل السُّنَة والجماعة: يثبتون لله سمعا، وبصرا، وعلما، وقدرة، وقوة، وعزا، وكلاما، وحياة، وقدما وساقا، ويدا، ومعية. . وغيرها من صفاته - عزَّ وجل- التي وصف بها نفسه في كتابه العزيز، وعلى لسان نبيه- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بكيفية يعلمها الله ولا نعلمها؛ لأنَه تعالى لم يخبرنا عن الكيفية، قال تعالى:


(١) سورة المائدة: الآية، ٦٤.
(٢) سورة ص: الآية، ٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>