للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الأول: أهمية الإيمان بالغيبيات علم الغيبيات من الأمور التي استأثر الله تعالى بها، واختص بها نفسه جل وعلا، دون من سواه من ملك مقرب أو نبي مرسل، وهو يطلع من يرتضيه من رسله على بعض الغيب متى شاء وإذا شاء، وبذلك جاءت الآيات والأحاديث، قال سبحانه وتعالى: {وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ} [هود: ١٢٣] (١) .

وقال تعالى: {فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ} [يونس: ٢٠] (٢) .

وقال عز وجل: {قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [الكهف: ٢٦] (٣) . وقال سبحانه: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ} [آل عمران: ١٧٩] (٤) . وقوله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ} [الأنعام: ٥٠] (٥) يقول الإمام الطبري (٦) - رحمه الله - في تفسير هذه الآية: " قل لهؤلاء المنكرين نبوتك: لست أقول لكم إني الرب الذي له خزائن السماوات والأرض، فأعلم غيوب الأشياء الخفية، التي لا يعلمها إلا الرب الذي لا يخفى عليه شيء، فتكذبوني فيما أقول من ذلك؛ لأنه لا ينبغي أن يكون ربا إلا من له ملك كل شيء، وبيده كل شيء، ومن لا يخفى عليه خافية، وذلك هو الله الذي لا إله غيره " (٧) .


(١) سورة هود، الآية: ١٢٣.
(٢) سورة يونس، الآية: ٢٠.
(٣) سورة الكهف، الآية: ٢٦.
(٤) سورة آل عمران، الآية: ١٧٩.
(٥) سورة الأنعام، الآية: ٥٠.
(٦) هو أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد الطبري الإمام البارع المفسر المؤرخ، قال الذهبي عنه: أكثر الترحال، ولقي نبلاء الرجال، وكان من أفراد الدهر علما وذكاء وكثرة تصانيف، من مصنفاته: جامع البيان في تفسير القرآن، توفي ببغداد سنة ٣١٠ هـ.
تاريخ بغداد (٢ / ١٦٢ - ١٦٩) ، سير أعلام النبلاء (١٤ / ٢٦٧ - ٢٨٢) .
(٧) تفسير القرطبي: (١١ / ٣٧١) .

<<  <   >  >>