للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد أجمعت الأمة على نزول عيسى عليه السلام علما من أعلام الساعة، ولم يخالف في ذلك إلا من شذ ممن لا يلتفت إليه ولا يعتد بخلافه (١) .

قال السفاريني - رحمه الله -: " أجمعت الأمة على نزوله، ولم يخالف فيه أحد من أهل الشريعة، وإنما أنكر ذلك الفلاسفة والملاحدة، ممن لا يعتد بخلافه، وقد انعقد إجماع الأمة على أنه ينزل ويحكم بهذه الشريعة المحمدية، وليس ينزل بشريعة مستقلة عند نزوله من السماء، وإن كانت قائمة به وهو متصف بها " (٢) .

[المسألة الثانية صفات عيسى عليه السلام]

المسألة الثانية: صفات عيسى عليه السلام أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم عن صفات عيسى عليه السلام فجاء في الروايات أنه رجل مربوع القامة ليس بالطويل ولا بالقصير، جعد أحمر اللون، عريض الصدر، أقرب الناس شبها به عروة بن مسعود الثقفي رضي الله عنه.

عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رأيت عيسى وموسى وإبراهيم، فأما عيسى فأحمر جعد عريض الصدر» (٣) .

وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه المتقدم (٤) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لم يكن بيني وبينه نبي - يعني عيسى - وإنه نازل، فإذا رأيتموه فاعرفوه: رجل مربوع، إلى الحمرة والبياض، عليه ثوبان ممصران، كأن رأسه يقطر، وإن لم يصبه بلل، فيدق الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويدعو الناس إلى الإسلام، فيهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام. . .» الحديث.


(١) انظر: الشريعة للآجري ص (٣٨١) . والشرح والإبانة (٢٤١) ، وشرح العقيدة الطحاوية: (٥٠٥) .
(٢) لوامع الأنوار البهية: (١ / ٩٤ - ٩٥) .
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب أحاديث الأنبياء، (٦ / ٤٧٧) .
(٤) تقدم تخريجه ص ١١٣.

<<  <   >  >>