للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والله لينزلن عيسى ابن مريم حكما عادلا. . . وليضعن الجزية ولتتركن القلاص (١) فلا يسعى عليها، ولتذهبن الشحناء والتباغض والتحاسد، وليدعون إلى المال فلا يقبله أحد» (٢) .

قال الإمام النووي - رحمه الله تعالى -: ومعناه أن يزهد الناس فيها، ولا يرغب في اقتنائها لكثرة الأموال وقلة الآمال وعدم الحاجة والعلم بقرب القيامة، وإنما ذكرت القلاص لكونها أشرف الإبل التي هي أنفس الأموال عند العرب وهي شبيهة بمعنى قول الله عز وجل: {وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ} [التكوير: ٤] (٣) . ومعنى لا يسعى عليها: لا يعتني بها (٤) .

[المسألة السابعة موت عيسى عليه السلام ودفنه]

المسألة السابعة: موت عيسى عليه السلام ودفنه لم يرد عن الشارع نص يبين لنا مكان موت عيسى عليه السلام، ولكن ذكر بعض العلماء أنه يموت عليه السلام في المدينة النبوية، وقيل إنه يدفن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما.

قال القرطبي - رحمه الله -: " واختلف حيث يدفن فقيل: بالأرض المقدسة ذكره الحليمي، وقيل: يدفن مع النبي صلى الله عليه وسلم على ما ذكرناه من الأخبار" (٥) .


(١) القلاص: بكسر القاف جمع قلوص، بفتح القاف، وهي الناقة الشابة. النهاية في غريب الحديث (٤ / ١٠٠) .
(٢) تقدم تخريجه ص ١١٣.
(٣) سورة التكوير، آية: ٤.
(٤) شرح صحيح مسلم للنووي (٢ / ١٩٢) .
(٥) التذكرة (٢ / ٧٩٤) ، وانظر لوامع الأنوار البهية (٢ / ١١٣) .

<<  <   >  >>