للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقوله تعالى: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ} [الأنبياء: ٩٦] حتى " فيه متعلقة بما قبل الآية، أي كل قرية أهلكت تبقى في الهلاك حتى قيام الساعة، أو تبقى في عدم الرجعة إلى الدنيا، أو إلى التوبة حتى قيام الساعة، وهذه الأقوال مُفرعة على معنى الآية السابقة (١) وهي قوله تعالى: {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ} [الأنبياء: ٩٥] (٢) .

وقيل: إن "حتى" متعلقة بقوله تعالى: {وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ} [الأنبياء: ٩٣] (٣) أي استمر الخلاف بين الأمم حتى قيام الساعة (٤) وقوله تعالى: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ} [الأنبياء: ٩٦] المراد إذا فتح الردم عن هاتين القبيلتين العظيمتين وتمكنوا من الخروج، فيخرجون من كل حدب وهو المرتفع من الأرض (٥) يسرعون في المشي إلى الفساد.

وأما الأدلة من السنة على خروجهم فهي كثيرة:

منها: حديث أم حبيبة بنت أبي سفيان رضي الله عنها، عن زينب بنت جحش رضي الله عنها: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل يوما فزعا يقول: " لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه "، وحلق بإصبعيه الإبهام والتي تليها، قالت زينب بنت جحش: فقلت يا رسول الله أفنهلك وفينا الصالحون؟ قال: " نعم، إذا كثر الخبث» (٦) .


(١) انظر: تفسير أبي السعود (٣ / ٥٣٥) وتفسير الألوسي (١٧ / ٩٢) .
(٢) سورة الأنبياء، آية: ٩٥.
(٣) سورة الأنبياء، آية: ٩٣.
(٤) انظر: البحر المحيط (٦ / ٣٣٩) وقد نسب القول به إلى ابن عطية، وانظر أيضا تفسير الألوسي (١٧ / ٩٢) .
(٥) انظر: تفسير الطبري: (١٧ / ٧٢ - ٧٣) ، والقرطبي (١١ / ٣٤١) ، وانظر المفردات للراغب ص١١٠، وتفسير ابن كثير (٣ / ١٨٧) .
(٦) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الأنبياء (٦ / ٣٨١) وكتاب الفتن (١٣ / ١٠٦) ، ومسلم في صحيحه: كتاب الفتن وأشراط الساعة (٤ / ٢٢٠٧) .

<<  <   >  >>