للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعلى هذا التقسيم درج البرزنجي (١) في الإشاعة (٢) والسفاريني (٣) في لوامع الأنوار (٤) والشيخ صالح الفوزان في الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد (٥) .

وهناك من العلماء من اعتبر مكان وقوع الأشراط فقسمها إلى أشراط سماوية وأشراط أرضية. فمن الأشراط السماوية:

انشقاق القمر في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وانتفاخ الأهلة بحيث يرى الهلال لليلة فيقال هو ابن ليلتين، ومنها طلوع الشمس من مغربها.

أما الأشراط الأرضية فهي كثيرة جدا ومنها: خروج المسيح الدجال، والدابة، وخروج النار، والريح التي تقبض أرواح المؤمنين وغيرها.

وقد أشار إلى هذا التقسيم الحافظ ابن كثير - رحمه الله تعالى - حيث قال: " فأما خروج الدابة على شكل غريب غير مألوف، ومخاطبتها الناس، ووسمها إياهم بالإيمان أو الكفر، فأمر خارج عن مجاري العادات وذلك أول الآيات الأرضية ".

" كما أن طلوع الشمس من مغربها على خلاف عادتها المألوفة أول الآيات السماوية " (٦) كما أشار إلى هذا الحافظ ابن حجر أيضا في كتابه الفتح (٧) .


(١) هو محمد بن رسول بن عبد السيد الحسيني البرزنجي، من فقهاء الشافعية، له علم بالتفسير والأدب، رحل إلى دمشق وبغداد واليمن ومصر، واستقر في المدينة ودرس بها، وكان من المكثرين في التصنيف، ومنها: الإشاعة لأشراط الساعة، النواقض على الروافض. توفي بالمدينة سنة ١١٠٣ هـ. انظر: هدية العارفين (٢ / ٣٠٢) ، معجم المؤلفين: (٩ / ٣٠٨) .
(٢) انظر: الإشاعة لأشراط الساعة (٢٩، ١٥٣، ١٩١) .
(٣) هو العلامة محمد بن سالم السفاريني، كان عالما بالحديث والأدب، ولد في سفارين، له عدة مؤلفات ومنها: لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية المضيئة لشرح الدرة المضيئة في عقد الفرقة الناجية، توفي في نابلس سنة ١١٨٨ هـ. انظر: الأعلام للزركلي (٦ / ١٤) .
(٤) انظر: لوامع الأنوار (٢ / ٦٦) .
(٥) انظر: الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد (١٩٧) .
(٦) النهاية في الفن والملاحم (١ / ٢١٤) .
(٧) انظر: فتح الباري (١١ / ٣٥٣) .

<<  <   >  >>