رابعا: في المراقبة والواعظ القلبي للإنسان المؤمن جاءت الآيات في القرآن العظيم تبين للناس أن الله يراهم أينما كانوا، وأنه يعلم جميع أعمالهم، ويعلم نواياهم، وأنه يحصي عليهم أعمالهم وأقوالهم، وملائكته ملازمون لهم يكتبون كل ما يصدر منهم في السر والعلانية، وأن الله سوف يحاسبهم على كل ما يفعلون ويقولون، وحذرهم عقابه الأليم إذا عصوه في هذه الحياة وخالفوا أمره، فصار ذلك أكبر زاجر للمؤمنين بالله يمنعهم من الوقوع في معاصيه، فيتركون الجرائم والمخالفات خوفا من الله - تعالى -.
أما الذي لا يخاف الله، ويرتكب المعاصي إذا قدر عليها فقد جعل الله له حدًّا يردعه في هذه الحياة، وهو أمر الله المسلمين أن يأمروا بالمعروف، وينهوا عن المنكر، فيشعر كل مسلم أنه مسئول أمام الله عن كل خطيئة يرى غيره يفعلها، حتى ينهاه عن فعلها بلسانه إذا لم يقدر على منعه بيده، وأمَر الله ولي أمر المسلمين أن يقيم حدود الله على المخالفين، وهي عقوبات على قدر جرائم أصحابها، بينها الله - تعالى - في القرآن، وبينها رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديثه، وأمر بتطبيقها