ضحيت بوطنك الغالي، ولفراق الوطن في النفوس وحشة وألم، ولكنك استعذبت فراقه مقدما حب الله على حب الوطن وأداء فريضة الله وحج بيت الله المعظم على أداء واجباتك.
ضحيت بأهلك وولدك، والأهل والولد زينة الحياة ومتعتها، وفضلت المتعة الروحية والاجتماع بإخوانك المسلمين في رحاب بيت الله والاشتراك معهم في ذكر الله وأداء فريضة الله على المتعة والأهل والولد.
فأنت أيها الحاج في هذه الراحلة، وفي زيارتك بيت الله في هجرة إلى بيت الله، وقد تكفل الله لمن يهاجر في سبيله، إما أن يرجعه إلى بلده سالما غانما أو يدخله الجنة إن توفاه الله في حجه.
ومن حق الضيافة والوفادة أن يعطيك الله سؤالك إذا سألته ويستجيب دعاءك إذا دعوته، ويخلف عليك في النفقة، كما جاء في الحديث عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الحجاج والعمار وفد الله، إن سألوه أعطوا، وإن دعوا أجيبوا، وإن أنفقوا أخلف عليهم» .