للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[تتمة طواف الوداع]

تتمة

طواف الوداع أيها الحاج الذي برح به الشوق إلى بلاده والحنين إلى أهله وأولاده بعد أن من الله عليه بأداء نسكه والقيام بحج البيت الحرام ركن الإسلام الذي يمحص الله به الذنوب والآثام، أرأيت لو أنك وفدت على ملك من ملوك الدنيا - ولله المثل الأعلى - فأكرم وفادتك وأصبت من نواله الشيء الكثير، أوليس من الأدب معه إذا رغبت في مبارحة رحابه أن تستأذن منه في الانصراف، وتتلطف في الاستئذان؟ .

إن رب العباد وملك الملوك قد أسبغ عليك نعمه، وأفاض عليك من فضله ووصلك وأقر عينك برؤية بيته، فعليك أن لا تغادر مكة بلد الله إلا بعد توديع بيته وسؤاله ألا يجعل حجك وعمرتك آخر العهد به وعليك أن تتلطف في الاستئذان بالانصراف عن هذه الرحاب الطاهرة وتضرع إلى الله في طوافك بالبيت طواف الوداع

<<  <   >  >>