يختل ولا يختلف. {وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ}[إبراهيم: ٣٣] أي سخر لكم الليل راحة لأبدانكم من عناء العمل وسخر لكم النهار لمعاشكم {وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ}[إبراهيم: ٣٤] أي أعطاكم ما تطلبونه مما فيه مصلحة لكم في أمر معاشكم ومعادكم {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا}[إبراهيم: ٣٤] كل هذه النعم التي أسبغها على العباد، وفي طليعتها إيجاد الإنسان من العدم، كلها لشيء واحد، هو عبادة الله تعالى وحده دون سواه، كما قال تعالى:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ - مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ - إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}[الذاريات: ٥٦ - ٥٨]
الإخلاص في العبادة والعبادة هي شعور بعظمة الخالق جل وعلا، يبعث على الذل وغاية الخضوع له، فإذا وقف العبد أمام ربه في الصلاة فعليه أن ينسى الدنيا ويتذكر بتكبيرة الإحرام (الله أكبر) أن الله أعظم وأجل وأرفع من كل شيء، فلا ينصرف عنه في صلاته بل يخشع ويتذلل أمام ربه، ولا يفكر في شيء إلا أنه أمام من ذل لعظمته كل شيء،