ثم نخبركم: أن " محمدًا خَلفًا النواب " قدم علينا مع الحاج، وأقام عندنا مدة طويلة، وأشرف على ما نحن عليه من الدين، وما ندعو إِليه الناس، وما نقاتلهم عليه، وما نأمرهم به، وما ننهاهم عنه. وحقائق ما عندنا يخبركم به أخونا محمد من الرأس.
ونحن نذكر لكم ذلك على سبيل الإِجمال:
أما الذي نحن عليه، وهو الذي ندعو إِليه من خالَفنا، أنَّا نعتقد أن العبادة حق لله على عبيده، وليس لأحدٍ من عبيده في ذلك شيء لا مَلك مقرب، ولا نبي مرسل، فلا يجوز لأحد أن يدعو غير الله لجلب نفع أو دفع ضُر، وإن كان نبيًا أو رسولًا أو ملكًا، أو وليًا، وذلك أن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه العزيز:
{قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا - قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا}[الجن: ٢١ - ٢٢] إلى آخر ما قال " (١) .