قال الإِمام الشافعي - رحمه الله تعالى -: " الإِيمان قول وعمل، ويزيد وينقص.
وسأله رجل: أي الأعمال عند الله أفضل؟ فقال ما لا يقبل عملًا إِلا به. قال: وما ذاك؟ قال: الإِيمان بالله الذي لا إِله إِلا هو، أعلى الأعمال درجة، وأشرفها منزلة، وأسناها حظًا، قال الرجل: ألا تخبرني عن الإِيمان؛ قول وعمل أو قول بلا عمل؟
فقال: الإيمان عمل لله، والقول بعض ذلك العمل.
وإن الإيمان حالات ودرجات وطبقات، فمنها التام المنتهي تمامُه، والناقص البَيِّن نقصانُه، والراجح الزائد رجحانُه.
فقال الرجل: وإِن الإِيمان ليتمّ وينقص ويزيد؟
قال الشافعي: نعم.
قال: وما الدليل على ذلك؟
قال: إِن الله جلَّ ذكره فرض الإِيمان على جوارح بني
(١) محمد بن إِدريس بن العباس بن عثمان، أبو عبد الله الهاشمي القرشي، أحد الأئمة الأربعة، توفي في القاهرة سنة (٢٠٤ هـ) ، " سير أعلام النبلاء ": (١٠ / ٥ - ٩٩) .