للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

* ووجه الدلالة فيه - كذلك - أن للعلم بالله تعالى - وهو أعظم العلوم وأشرفها وأنفعها - منهجًا توقيفيًا.

وطريق العلم بهذا المنهج التوقيفي هو: الوحي، وهو كلام الله الذي أوحاه إِلى رسوله صلى الله عليه وسلم، وهو سنّة الرسول في التعريف بالله عز وجل.

إِن الله تعالى أخبر - في كتابه الكريم - بدلائل ربوبيته، وخصائص ألوهيته، وأخبر بأسمائه وصفاته.

وآمن الرسول - صلى الله عليه وسلم - بما أخبر به الله على مراد الله.

وبيَّن - صلى الله عليه وسلم - ما أراده الله من توحيد وإِخلاص. وعلَّم أصحابه هذا الإِيمان:

{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [البقرة: ٢٨٥]

لبث الرسول - صلى الله عليه وسلم - من لْدُنْ مبعثِه إِلى أن انتقل إِلى الرفيق الأعلى، يُعلِّم أصحابه التوحيد الخالص، ويزكيهم به. فما انقطع خبر السماء، وما اختار رسول الله ما عند الله إِلا بعد أن انتصر التوحيد، واستقر الإِيمان الخالص، ورسخت دعائمه، وعلت راياته البهية.

<<  <   >  >>