للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مَنْ خَذَلهم حتى يأتيَ أمر الله وهُمْ كذلك» (١) .

إِنَّ دلالة هذا الحديث تحققت في كل عصر ولله الفَضْلُ والمَنُّ.

وتأتلق هذه الدلالة أشد ما تأتلق في مقام عقيدة التوحيد، وخلوص الإِيمان، فقد برز في كل قرن من القرون رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، قاموا بالذبِّ عن العقيدة الصحيحة السليمة خير قيام، وجاهدوا في سبيل تثبيت أُسسها وترسيخ قواعدها خير جهاد، وكان نَهجهم الدعوة والعلم والعمل، فكان خير نهج، فأعطى خير ثمار.

ففي أواخر القرن الأول وبدايات القرن الثاني برز من هؤلاء الرجال - على سبيل المثال لا الحصر -: القاسم بن محمد بن أبي بكر، وسليمان بن يسار.

وفي القرن الثاني ظهر: مالك بن أنس، وسفيان الثوري، ووكيع بن الجراح.


(١) أخرجه البخاري في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تزال طائفة من أًمتي. . ": (٧٣١١، ٧٣١٢) ، ومسلم واللفظ له، في كتاب الإِمارة، باب قوله صلى الله عليه وسلم: " لا تزال طائفة من أمتي. . ": (١٩٢٠) ، والترمذي في كتاب الفتن، باب ما جاء في الأئمة المضلين: (٢٢٢٩) ، وابن ماجه في المقدمة، باب اتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم: (١٠) .

<<  <   >  >>