(٢) الأمر قسمان: ١ - كوني، كقوله تعالى: (إنما أمره إذا أراد شيئَاَ أن يقول له كن فيكون) ، وقوله: (وكان أمر الله مفعولا) ، وهو مختص بالإِيجاد والخلق. ٢ - شرعي ديني، بقوله: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان) ، وقوله: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إِلى أهلها) وهو أمر تخييري ابتلائي، وليس هو بمعنى القضاء والقدر. انظر " شفاء العليل " لابن القيم: (٥٨٧ - ٥٨٨) . وقال الشيخ علي القاري: (والطاعات كلها واجبة بأمر الله تعالى وبمحبته، لقوله تعالى: (والله يحب المحسنين) ، وبرضائه، لقوله تعالى في حق المؤمنين: (رضي الله عنهم ورضوا عنه) ، وعلمه وقضائه وتقديره، أي: بمقدار قدَّره. والمعاصي كلها، أي: صغيرها وكبيرها، بعلمه وقضائه وتقديره ومشيئته، إِذ لو لم يردها لما وقعت، لا بمحبته، لقوله تعالى: (فإِن الله لا يحب الكافرين) ، ولا برضائه، لقوله تعالى: (ولا يرضى لعباده الكفر) ، ولأن الكفر يوجب المقت الذي هو أشد الغضب، وهو ينافي رضى الله المتعلق بالإيمان وحسنِ الأدب، ولا بأمره، لقوله تعالى: (قل إن الله لا يأمر بالفحشاء) ، وإِذاَ فهي داخلة في ذلك الأمر استحسانا. انظر " شرح الفقه الأكبر ": (٨٣ - ٨٤) .