للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صلى الله عليه وسلم عن رَبه بما يخبر به " (١) .

وفي هدي هذا المنهج العلمي اليقيني، ترسخ أصول العقيدة وتأتلف شعبها، ويتكامل ضياؤها.

يَقول شيخ الإِسلام - رحمه الله -:

" ومن الإِيمان بالله وملائكته وكتبه، الإِيمان بأن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق، منه بدأ وإِليه يعود، وأن الله تعالى تكلم به حقيقة، وأن هذا القرآن الذي أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم، هو كلام الله حقيقة لا كلام غيره، ولا يجوز إِطلاق القول بأنه حكاية عن كلام الله، أو عبارة عنه، بل إِذا قرأه الناس أو كتبوه بذلك في المصاحف لم يخرج بذلك عن أن يكون كلام الله تعالى حقيقةً، فإِن الكلام إنما يضاف حقيقة إِلى من قاله مبتدئًا، لا إِلى من قاله مُبلِّغًا مؤدِّيًا.

وهو كلام الله، حروفه ومعانيه، ليس كلام الله الحروف دون المعاني، ولا المعاني دون الحروف " (٢) .

وبعد أن تحدث عن الإِيمان بأن المؤمنين يرون ربهم عيانًا بأبصارهم يوم القيامة، وعن الإِيمان بفتنة القبر،


(١) " مجموع الفتاوى لابن تيمية ": (٣ / ١٢٩ - ١٤٠) .
(٢) المرجع السابق ص (١٤٤) .

<<  <   >  >>