وقد استجاب الله دعاءه، وهيأ له بيئة صالحة يحيا فيها حياة طيبة، فقد عرض عليه شعيب لما عرفه عنه من القوة والأمانة أن يزوجه إحدى ابنتيه على أن يرعى له الغنم ثماني حجج، وإن أتمَّ عشر سنوات كان ذلك مكرمة منه، فالتزم موسى بذلك، ولم يمنعه ما كان فيه أولا من رغد العيش، وحياة الملوك أن يكون أجيرًا، يأكل ويتزوج من كسب يده، وأشهد ربه على ذلك:
وقد ثبت أنه أتم أبعد الأجلين. فهذه سلسلة من حياة موسى قبل الرسالة، تضمنت شيئًا مما حباه الله به من العلم، والحكمة، والمروءة، والنجدة، ونصرة المظلوم، والأخذ على يد الظالم، والعطف على الضعيف، وقوة الإيمان بالله، والصدق في الالتجاء إليه، والتوكل عليه، والتواضع مع عزة النفس، وغير ذلك من مكارم الأخلاق التي يعد بها الله من يختاره للرسالة، وقيادة الأمم.
٦ - طلب موسى من ربه أن يشدّ أزره بأخيه هارون، فأرسله معه ليكون عونا له في الحِجَاج، وخاف أن يبطش بهما فرعون وجنوده، وأن يقتلوا موسى بالقبطي الذي سبق أن قتله،