للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولم تبخل الأزهار التي بللها الندى فعطرت الأرجاء بشذاها الندي. . ورغم روعة هذا الاحتفال إلا أن أحمد لم يعتد أن يحضر هذا المشهد الرائع لميلاد يوم جديد؛ إذ لم يكن تلميذا نشيطا، فاستيقظ من نومه كعادته متثاقلا حين غمرته أشعة الشمس المتسللة عبر النافذة تدعوه للنهوض، فاتجه إلى الحمام وغسل وجهه ويديه وعاد إلى غرفته وارتدى ثيابه على عجل، وأخذ في رحلة البحث عن حذائه الذي لم يجده في مكانه، فخرج من غرفته مسرعا حيث والدته تعد طعام الإفطار وبادرها قائلا:

أمي لم أجد حذائي في غرفتي.

نظرت الأم إلى ابنها نظرة ملؤها العتاب وأجابت برفق:

يا بني إن أول شيء كان يجب عليك بدء حديثك به هو إفشاء (١) السلام، ألم تتعلم في المدرسة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي يروى فيه عنه أنه قال: «لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم» (٢) .

آسف يا أماه. . السلام عليكم.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.


(١) أفشى: نشر وأذاع. يقال: أفشى سره وخبره أي أذاعه.
(٢) رواه مسلم في الجزء الأول ص ٥٣.

<<  <   >  >>