للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[والعافين عن الناس]

١٤ - استيقظت الأم من نومها فزعة على صراخ ابنتها فاطمة وهو يتعالى بغضب، فهرعت إليها تستطلع ما الخبر، وإذا بها تجدها قد انهالت سبّا وشتما على الخادم (١) وقد همت بضربها، والخادم تقف مذعورة وهي ترتجف من الخوف، فما كان من والدتها إلا أن وقفت حائلا بين ابنتها والخادم ومنعتها من الإقدام على تلك الفعلة الشنيعة، والتفتت إلى الخادم وحدثتها بكلمات طيبة وهدأت من روعها وطلبت منها أن تتابع عملها، واتجهت الأم بابنتها حيث حجرة الجلوس وحين اتخذتا مكانهما سألت الأم ابنتها بغضب قائلة:

- ما الذي كنت تنوين الإقدام عليه يا فاطمة. . تريدين ضرب الخادم. . هل رأيتني يوما أفعل ذلك؟ !

أجابت فاطمة قائلة بغيظ شديد:

- لا يا أمي، لم أرك يوما تفعلين ذلك، ولكنك لا تعلمين ما الذي فعلته معي ولو علمته لعذرتني.

عاودت الأم السؤال بصوت حاولت أن يكون أكثر هدوءا قائلة:


(١) من يعمل لفلان ويقال للمؤنث أيضا خادم.

<<  <   >  >>