للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أعلم ذلك يا أبا عبد الرحمن ولكنني أحببت أن أسعدكم اليوم بهذه المفاجأة بعد عناء (١) يوم طويل من العمل والدراسة.

لم يجب الأب ولكنه وجه حديثه إلى أفراد أسرته قائلا:

سموا الله واشرعوا في تناول طعامكم.

قضت الأسرة وقتا ممتعا على الغداء تتخلله الأحاديث الشيقة، ثم اتجه كل إلى حجرته لأخذ قسط من الراحة بعد الغداء. . وحين جن (٢) المساء اجتمعت الأسرة في حجرة الجلوس، دأبها (٣) كل ليلة بعد أن يفرغ الأبناء من أداء واجباتهم؛ ليتناقشوا في أمور دينهم ودنياهم، وليتزودوا بما ينفعهم، حيث يقرأ عليهم والدهم أحيانا شيئا من أحد الكتب القيمة. . قامت الأم بإعداد الشاي لهم واتجهت به حيث يجلس أفراد أسرتها وبادرت الأب قائلة:

ماذا أعددت لنا من حديث في هذا المساء يا أبا عبد الرحمن؟

أجاب الأب:

سيكون حديثنا حول حدث دار في هذا المنزل لمسناه بأيدينا ولاحظناه بأعيننا سنستخلص منه العظة والعبرة.

تساءلت فاطمة بفضول ظاهر:


(١) تعب.
(٢) أظلم أو اختلطت ظلمته.
(٣) شأنها أو عادتها.

<<  <   >  >>