قرأ جابر الآية، بعد أن استعاذ بالله من الشيطان الرجيم، فأحسن قراءتها وترتيلها، ثم وضع القرآن في مكان يليق بقدسية كتاب الله.
وشرع الأب في تفسير الآية لابنه وشرح الحكمة من تنزيلها بادئا بالقول:
- يا بني، إن الإسلام لا يعتمد أول ما يعتمد على العقوبة في إنشاء مجتمعه النظيف بل يسبقها بوسيلة أنجع منها.
- وما تلك الوسيلة يا أبي؟
- إن هذه الوسيلة الناجعة هي الوقاية، فالإسلام لا يحارب الدوافع الفطرية ولا يكبتها، ولكن ينظمها ويضمن لها الجو النظيف الخالي من المثيرات المصطنعة.
- وكيف يكون ذلك؟
- إنه يا بنى يجعل للبيوت حرمة لا يجوز المساس بها، فلا يفاجأ الناس في بيوتهم بدخول الغرباء عليهم إلا بعد استئذانهم وسماحهم بالدخول؛ وذلك خشية أن تطَّلع الأعين على خفايا البيوت وعلى عورات أهلها وهم غافلون، فهذه بعض الضمانات الواقية التي يأخذ بها الإسلام.