سر الأب لسؤال ابنه لأنه سأل عن شيء كان لا بد من توضيحه فأجابه قائلا:
قد يستأذن المرء ولا يكون في البيوت أحد من أهلها، وهنا لا يجوز اقتحام هذه البيوت بعد الاستئذان، وهذا مأخوذ يا بني من قول الله تعالى بعد الآية السابقة:{فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}[النور: ٢٨](١) فإن كان فيها أحد من أهلها فإن مجرد الاستئذان لا يبيح الدخول إنما هو طلب للإذن، فإن لم يأذن أهل البيت فلا دخول كذلك. . ويجب الانصراف دون تلكؤ أو انتظار؛ ائتمارا بأمر الله إذ يقول جل وعلا:{وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ}[النور: ٢٨]
سأل جابر بشيء من الدهشة قائلا:
- ألا يحس المرء بالحرج يا والدي إن لم يؤذن له بالدخول؟
رد الأب وقد استحسن سؤال ابنه قائلا:
- ولماذا الحرج يا بني! فالامتثال لأمر الله فوق كل أمر، ثم إن الله تعالى يقول:{هُوَ أَزْكَى لَكُمْ}[النور: ٢٨] إذا فارجعوا دون أن تجدوا في أنفسكم غضاضة ودون أن تستشعروا من أهل البيت الإساءة إليكم